المدير العام المدير العام
عدد المساهمات : 495 نقاط : 79188 تاريخ التسجيل : 26/09/2009 العمر : 42 الموقع : https://miro11.yoo7.com
| موضوع: العلاقة الزوجية فى ضوء الانجيل الأربعاء نوفمبر 11, 2009 5:19 pm | |
|
مصدر الإنسان
خلق الحبُ الإنسان، ومن أجل الحب خلقه، ودعوته هي الحب، جاء من الحب، ويجب أن يعود إلى الله بوساطة الحب ومع الإنسانية كلها. الحب هو مصدر الإنسان، وبدونه لا يستطيع أن يحقق ذاته، وأن يبني العالم وهو منبع طاقته، وسر توازنه. لقد أراد الله أن يُقيم مع شعبه (علاقة حب)، وشر الخطيئة في قطع هذه العلاقة. الخطيئة هي قطع عهد المحبة بين الله والإنسان. الخطيئة هي رفض الحب. لا شك أنّ الشبيبة اليوم، تتوق إلى الحب الحقيقي. فما ميزات هذا الحب الحقيقي؟ وما أبعاده؟ وما أحلام الإنسان؟
الأحلام الثلاثة للإنسان
تراود الإنسان ثلاثة أحلام هي آمال ورغبات عميقة فيه وحاجات أساسية يتوقّف عليها بناء الحب الحقيقي في الزواج. 1- حلم الجسد: يحلم جسد الرجل بالاتصال بجسد المرأة، وجسد المرأة بدوره يحلم بالاتصال بجسد الرجل، إنه شوق متبادل. هذا الحلم ما هو إلا جاذبية غريزية قوية تشدّ الجنسين الواحد نحو الآخر. إنّ الهدف من هذا الحلم هو تكوين روابط بين البشر، بنيان الخلية الأُسرية ومِن ثمَّ بناء الأُسرة البشرية كلها. إذن في إطار الزواج يجب أن تخدم الطاقة الجنسية الهدف الذي وجدت من أجله ألا وهو تكوين وتدعيم الروابط بين الزوجين. وهنا يمكن أن نتساءل: هل يمكن أن تكون ممارسة العلاقة الجنسية داخل إطار الزواج خاطئة؟ نجيب: نعم عندما تُمارَس انطلاقاً من هدف أناني وليس عن حب عندها يصبح الواحد وسيلة لذّة للآخر. فالمسيحية تُشدِّد على إنسانية الآخر واحترامه وترى في الحب قيمة عليا ينمّي الشخصية ويفجّر طاقاتها. إنّ الهدف من الغريزة الجنسية في الإنسان هو الترابط بين شخصين وبنيان علاقة حب بينهما. 2- حلم العلاقة: في الإنسان حاجة إلى العيش في علاقة مع الآخر، فهو بطبيعته، مدعو للدخول في هذه العلاقة التي تجعل منه إنساناً فحياة الحب التي خُلِق منها ويُدعى إليها تفترض وجود آخر يُبادِله هذا الحب. فالحب هنا يمتصّ كل الطاقة الجنسية ويسمو بها إلى مستوى العلاقة الإنسانية الفريدة. هكذا يتبيّن لنا مرة أخرى أَنّ الطاقة الجنسية هي طاقة وظيفية، هدفها تحقيق الحب وتوطيد العلاقات البشرية. 3- حلم الشخص: فيه تبلغ العلاقة ذروتها من النضج حيث يُعامَل الإنسانُ على أنه غاية في ذاته لا وسيلة، يُعامل معاملة شخص بشري تام لا كرقم أو كحلقة في سلسلة، يرغب الإنسان في أن يكون موضوع احترام بوصفه شخصاً لا شيئاً أو غرضاً. فلكي يكون الحب حقيقياً، يجب أن يتوجّه إلى ذات الشخص الآخر في جوهرها. (أحبُكِ من أجلكِ أنتِ لا من أجلِ جمال جسدكِ أو صفاتكِ أو مؤهلاتكِ أو ممتلكاتكِ فقط. أحبك أنتِ، أحبك لذاتِكِِِِ. وطالما أن الحب لم يقصد (الذات العارية) في الإنسان يبقى حبّاً مبتوراً (مثال: خطيبان متحابان تعرّض أحدهما لحادثة أفقدته بصره... ماذا بعد...). الحب الحقيقي هو حب بلا شروط، حب من أجل الطرف الآخر لا من أجلك أنت. فالذات العارية هي التي تجعل الأم تحب ابنها في كل الظروف حباً غير مشروط. هذا الحب هو صورة عن حب الله لنا، حب بلا حدود، بلا شروط يصل إلى درجة بذل الذات (حب المسيح قاده إلى الصليب). نتيجة: يصبح الحب حقيقياً بقدر ما يحقق هذه الأحلام الثلاثة
تابع ________________
احبوا بعضكم بعضنا,كما احببتكم انا؟يو:34:13
| |
|