درس فى الصلاة

قامت جمعية السيدات لتربية الطفولة ، بافتتاح مدارس قبطية ، و أعدت لها
مدرسين من حملة دبلوم الإكليريكية. و تعاون معها كثير من المثقفين و رجال
التعليم فى مصر . و كان هدفها أن يتغذى الطفل علماً ، و يتهذب روحاً ، و
ينشأ على حب الكنيسة.
أخذت لجنة التربية تفكر فى مشروعات أخرى جليلة،
كان من بينها صرف الغذاء و الكساء . و قد لجأت لجنة السيدات إلى تقليد
لطيف ، فتتوجه جماعة منهن ، يزرن الأطفال فى مدارسهم ، و يحملن معهن
الحلوى و الفاكهة و الهدايا : و مثل هذا اليوم يعد عيداً لدى الأطفال ..
فيه تتلاقى نفوس خالصة ..نفوس الأطفال البريئة .
و نفوس المحسنات يحملن الهدايا فى سرور .. و الواقع إنه لا يوجد فى الحياة لذة أكبر من فعل الخير .. و لا سعادة تفوق عمل الإحسان!
و
لقد اسعدنى الله فكنت بين الموجودين فى مثل هذه المناسبات السعيدة ، و
رأيت بعينى الابتسامة العريضة على وجوه الأطفال ، بعد أن تسلم كل منهم
هديته. فلم تكن تسمع إلا ضحكات ، و لم تكن ترى غير قفزات .. و الخلاصة ،
كانت المدرسة تموج بمن فيها ، و اخيراً تهيأ الأطفال للإنصراف ، فأخذوا
ينصرفون تباعاً ، و أنت ترى كل شئ يسير حتى الآن سيراً طبيعياً .
غير
أن طفلاً صغيراً لا يعدو الرابعة من عمره ، لم يوافق على هذا الوضع ،
فتقدم الى ناظر المدرسه ، و لمس يده ملحاً ، كان أمراً ذا بال يقلقه :
فمال الناظر يستمع اليه.
و كانت هذه هى كلمات الطفل :
( أننا لم نصل)) .

منقول
من كتاب مذكرات كاهن للقمص بطرس جيد

» معيننا على الصلاة